مقدمة/ شربل بعيني

ـ1ـ
ـ الحمد لله على خلاص الستّ رضا يا خواجه شيبان. ماذا ستسمّي الصبي؟
ـ بطرس.. على اسم جده.
ـ ألله يعيّشه..
   وعاش بطرس شيبان عنداري منذ لحظة مولده عام 1938، الى يومنا هذا، حياة ملؤها المحبة والعطاء والتفاني في خدمة الغير، فعشقه الجميع، وحام حول زهوره الأصحاب كقفير نحل، فمدّهم برحيقه الانساني، وأعانهم على فرزه عسلاً.
ـ2ـ
   "متريت" بلدة لبنانية تقع في منطقة "الكورة" الشمالية، المعروفة باخضرارها الدائم، وبزيتونها الذي تشتهي الخوابي احتباس زيته.
   قد تضاهي "متريت" بلدة "وادي شحرور" من حيث كثرة شعرائها، ومن النادر جداً أن تجد متريتياً واحداً ولم يعزف على أوتار المعنى والقرادي والعتابا، وهذه الأبيات للشاعر جورج منصور تثبت أن الطفل المتريتي مشهود له بالشعر:
ليالي ضيعتي أوّل زماني
وينك يا زماني الأولاني
يا أول حفلة معنّى حييها
شاعر طلّ من صفّ الحضانه
ويا أول كلمة الـ عنّي حكيها
الشعر.. عندو الصبي رقّة معاني
   إذن، فبطرس نشأ في بيت شاعري البيئة، زجلي القول. جدّه "المتريتي" مثلاً طبقت شهرته الآفاق، إلى أن توفـّاه الله في أوائل الخمسينيات. كما أن والده شيبان كان شاعراً معروفاً في شمال لبنان، رغم أن شعره اقتصر على المناسبات فقط.
   من هنا نقدر أن نستنتج سبب ثورته على "الشعر الخنفشاري":
   "لقد طال السكوت حول الكثير من الانتاج الشعري الفصيح والزجلي، ونشر منه ما يبكّي ويضحك، وأهمل معظمه. ويتشبثّ شعراؤنا الخنفشاريون بمفهوم واحد للشعر، هو أن ينظم أحدهم مجموعة من الأبيات يتألّف كل بيت منها من كلمات تتشابه نهايتها بحرف أو حرفين متشابهين.
وأرى نفسي مضطراً على نشر أجزاء من أي شعر يصلني تحت اسم أختاره في الوقت المحدد. واعتقد أن التنفيذ شبه مؤكّد بعد أن اطلعت على قصيدة وصفتها الصحيفة الناشرة بأنها "رائعة نالت الاعجاب، واستحقت التصفيق الحاد"، وكانت مسخرة تثير الضحك والشفقة والبكاء. آمين".
   هذه الصرخة المؤلمة تشبه الى حد بعيد صرخة معلم الجيل مارون عبّود في أوائل هذا القرن:
   "تعددت الصحف، وازداد عدد حملة الأقلام، فهبطت بورصة الكتاب هبوطاً عظيماً، كلهم يتسابقون على صفحات الجرائد آملين أن ينالوا قصب السبق".
   وبسبب نظرته الصارمة الى الشعر، فرحت كثيراً عندما أعلن بطرس في إحدى الندوات حول شعري أنني لست شاعراً عددياً: 
   "يعيش شربل بعيني شاعراً، عمله الشعر، حرفته الكلمة، هوايته إصدار أو تفقيس الكتب، ودغدغة الأوراق على المكتب، أو في الحديقة، أو في السرير.
   لقد أصبح شربل بعيني ظاهرة مميزة في مغتربنا بتعدد دواوينه في جالية كانت حتى الأمس القريب قاحلة أدبياً وفكرياً.
   في البداية كنت أظن أن شربل بعيني شاعر عددي بين مجموعة كبيرة من ناظمي الشعر الشعبي، الذي نعرفه باسم الزجل اللبناني، ومع مر السنين، ومواكبة انتاجه، تعرّفنا عليه وعلى دنياه الشعرية الواسعة، الشفّافة، الضاحكة أحياناً والواجمة الجامدة أحياناً أخر".
ـ3ـ
   بقيت بلدة "متريت" معزولة عن العالم، شأنها في ذلك شأن معظم القرى اللبنانية، التي لم يركض أطفالها وراء سيارة تجوب شوارعها الضيقة، حتى منتصف الخمسينيات. لذلك أمضى بطرس طفولته وسط سهرات قروية عامرة بالكيف والطرب والمساجلات الزجلية الرئعة، فنما حب الشعر في قلبه نمو شبابه الغض، واعتداده بنفسه الى أن تمكن منه:
من كورة الخضرا انطلق شعرك نسيج
مواسم حرير وزهر ليمون وأريج
ومتل الشتي ع ورود عطشاني انهمر
يحيي النفوس بلا عراك ولا ضجيج
   ولكي يحافظ على "حبّه" هذا، التحق بمعهد الكسليك منذ افتتاحه سنة 1950 لغاية 1953، فتمكن بهذه السنوات الثلاث من امتلاك زمام اللغة العربية وقواعدها، ومن الاطلاع على معظم تيارات الفكر والادب والشعر العربية والعالمية الرائدة وسبر أغوارها.
   بعد الكسليك، احتضنته مدرسة "عابا ـ الكورة" مدة عامين تقريباً، قبيل التحاقه عام 1955، بوالده في البرازيل، وهو لم يكمل بعد السابعة عشرة من عمره.
ـ4ـ
   يقولون:
ـ في الحركة بركة..
ـ قم كي أقوم معك.
ـ لو ما التنقل خير ما وصل هذا الطير..
   ولو لم يعشق أديبنا هذه الامثال، لما تنقل كل هذا التنقل من مدرسة الى مدرسة، ومن قرية الى قرية، ومن بلد الى بلد، بفترة زمنية قصيرة، كان مسك ختامها وصوله عام 1957 الى جزيرة عالقة بكعب الأرض تسمّى أستراليا.
   لماذا هاجر بطرس عنداري الى البرازيل ومنها الى أستراليا؟.
   سؤال لا بد من طرحه، ومن التفتيش عن إجابة له:
   هل لأن "الهجرة داء لبناني زمن سرت جراثيمه في دم القوم منذ دهور"، على حد تعبير مارون عبّود.
   أم لأنه "قلّ أن ترى الآن بلدة أو قرية من قرى لبنان البالغ عددها 1600 قرية، ليس فيها بيت مسقوف بالقرميد الأحمر. والشائع في القرى اللبنانية أن صاحب البيت المسقوف بالقرميد الأحمر، يجب أن يكون قد جمع ثورة في أميركا". كما قال فيليب حتي.
   قد يكون الاستنتاج الأول أقرب الى الصواب من الاستنتاج الثاني، لأن بطرس سافر الى البرازيل، ولم يسقف بيته بالقرميد الأحمر، حتى ولم يجمع "فلس أرملة" ليضعه في صينية احدى الكنائس. جلّ ما فعله هناك هو الاستفادة من الاطلاع على نتاج العصبة الاندلسية، ودراسته بعمق، وتحضير حقيبته لهجرة ثانية.
ـ5ـ
   أنا لا أعتقد أن انساناً مثل بطرس عنداري، رافقه الكتاب في جميع رحلاته، قادر على شراء قرميدة واحدة حمراء.
   فماذا جاء يعمل في أستراليا إذن؟
   بادىء ذي بدء، اتصل بمعهد الصحافة المصري وحصل منه على دبلوم رسمي، ثم بدأ يراسل كبريات المجلات العربية في الوطن الأم، كالصياد، الأسبوع العربي، الكفاح، الأحرار، وآخر ساعة.
   خبرته الصحفية هذه، شجعته على المشاركة بتحرير صحيفة "التلغراف" منذ تأسيسها عام 1970، ثم ترأس تحريرها مدة خمس سنوات، كانت بدايتها عام 1973.
   وفي العام 1974، أسس مع بعض الزملاء صحيفة "الشرق الأوسط" الاسبوعية.
   وفي العام 1978، بزغ فجر "نهاره" مع أنطوان مارون، وأسعد الخوري، وما زال ساطعاً حتى الآن.
   إذن، فأديبنا لم يحصد من هجرته قرميداً أحمر، بالقدر الذي حصد منها متاعبَ، وأدباً، وسياسة، و"صحافة لا تطعم همبرغر" على حد تعبيره.
ـ6ـ
متاعبه تكلّمنا عنها، وأدبه سنقرأه من خلال بعض المقالات التي خصني مشكوراً بها، وصحافته بإمكاننا الاطلاع عليها من خلال أدبه، أما سياسته فالله أعلم.
   هناك زاويتان أسبوعيتان كان، رحمه الله، يكتبهما في النهار، الأولى سياسية "نقاط على الحروف"، وقد اكون القارىء الوحيد في أستراليا الذي لم يقرأ هذه الزاوية، ليس استخفافاً بها، معاذ الله، بل ابتعاداً عن هموم السياسات المتقلبة، وبطرس يعرف هذا تماماً، وقد ألمح اليه في احدى دراساته حول شعري:
   ".. يقول شاعرنا انه يكره السياسة والتسيس الى درجة أنه يتجنب قراءة الأخبار والأحداث، وهذا حقّه، ولكننا نريد منه خوض معارك الحياة، ومرافقة التطورات والتحولات. فمثلاً لولا قراءة شربل لذلك الخبر في صحيفة لبنانية عن الجندي "خالد كحول" لما طلع علينا بتلك القصيدة في ديوان "مجانين".
   والثانية "كي لا ننسى"، التي يلجأ بها الى الدعابة بغية تمرير "ضربه"" كما يقولون بالعامية اللبنانية، وهو يدرك تماماً مدى تجاوب القارىء مع كتابات كهذه في مهجر كل ما فيه ومن فيه يركض في اتجاهات متعاكسة، فتأتي عندئذ "النكتة" لتريح القارىء، وتزيد بعمق طرحها وجديته من ثقافته.
ـ7ـ
   وبما أنني ذكرت الدعابة والفرح والمرح وجب علي أن أقول إن بطرس عنداري، سيدُ النكتة المرتجلة بلا منازع، فما أن يراك حتى يسلخَك واحدةً تضحكُك لمدة أسبوع، ولهذا سأتناول هذه الناحية المفرحة من حياته، لأن الابتسامة لم تفارقْ شفتيه أبداً. وها أنا أخبركم ماذا فعل بي عندما التقيته في إحدى الحفلات، وكان برفقته الصديق أكرم المغوّش، فلقد قال لي بصوتٍ عالٍ كي يسمعَه أكرم: انتبه من أكرم.. 
فسألته باهتمام بالغ: ولماذا يجب ان أنتبه منه؟
فقال بجديةٍ بالغة: بإمكانه أن يجعلَك درزياً بأقل من خمس دقائق.
   ومرّة، كنّا نستمع الى الشاعر الصديق فؤاد نعمان الخوري وهو يغنّي بصوته العذب إحدى قصائده الجميلة، فاقترب مني بطرس وقال: فؤاد يخوّف.. مركزُك الشعري مهدّد. فقلت له: فؤاد آدمي لا يخوّف. فقال: يا غشيم.. فؤاد شعره جميل وصوته جميل، أما أنت فشعرك جميل، وصوتك مثل الدبّور بالجرّة.
   ذات يوم سألته: لماذا لا تنشر صورتك مع المقال يا استاذ بطرس؟
فشذرني بغضبٍ وقال: تطلّع بي جيّداً.. هل أُشبه صوفيا لورين أو مارلين مونرو أو فاتن حمامة؟
فأجبته: بالطبع لا..
فقال: إذن.. سأترك مرض نشر الصور لغيري. 
   وكم كانت فرحته عظيمة عندما اعترفتُ له قائلاً: أنا معجب جداً بزاويتك "كي لا ننسى".
فضربني على كتفي وقال: وأنا معجب بشعرك.. والجريدة جريدتك.. أنشر معي، وسأطعمك كل شهر "همبرغر بيغ ماك" من ماكدونالد.. اتفقنا؟.
   وعندما بدأت أنشر معه، اختار لزاويتي اسماً لن يخطرَ على بال أحد: "قذائف ورد"، وبعد "القذيفة" الأولى دعاني الى العشاء في منزله، حتى أتذوقَ طعامَ "أم زياد" اللذيذ، فأعجبتني صورة له وضعت في إحدى زوايا البيت، فطلبتها منه، فضحك وقال: 
ـ رُحْ علّق صورة مار شربل.. واترك صورة مار بطرس هنا. 
   فلم ألتفت له، بل حمَلت صورته ووضعتها في مدخل بيتي، وكان كلما زارني يتطلع بالصورة ويرمي السلام على نفسه: "السلام عليكم". 
   وذات يوم انتقدني أحد الزملاء، فقررت أن أردّ عليه، ولكن بطرس، رحمه الله، رفض أن ينشرَ ردّي، فغضبت منه وقررت أن أضع صورتَه بالمقلوب، رأسه من تحت وقدماه من فوق، ولحسن حظّي وسوء حظّه، أتى لزيارتي في اليوم ذاته بغية مراضاتي، فما أن ولج عتبة الدار كي يرمي السلام على صورته، حتى وجدها مقلوبةً رأساً على عقب. فصاح بأعلى صوته: العمى بقلبك.. أرجعها كما كانت، معي ضغط دم.
   ومرة كتبت مقالاً أسخرُ به من جمعية نسائية قررت، أيامَ الحرب اللعينة، أن تهاجمَ المتاريس في لبنان بغية إزالتِها، وطلبتُ من النساء المرفهات إرسالَ خادماتِهن بدلاً عنهنّ، فقصّ بطرس المقال، وأرسلَه الى رئيسة الجمعية، التي حشدت، نكايةً بي، آلاف النساء وهاجمنَ المتاريس الموجودة عند المتحف اللبناني في بيروت، ليهاجمَني بطرس بمقالٍ عنونه هكذا: فقأنَ حصرمة بعين شربل بعيني.
   وأذكر عندما دعيت للمشاركة بمهرجان المربد الشعري في العراق عام 1987، كيف همس في أذني بجدية بالغة: أين ستخبىء مصرياتك اثناء السفر؟ فقلت له: في جيبي. فشد على يدي وهو يقول: أنت مسطول حقاً، ضعها في الكلسات التي تلبسُها، فتريحك وأنت تمشي، ولا أحد ينشلك كما نشلوني أنا. وعندما سافرت كنت أسيرُ طوال الوقت على الدولارات التي خبأتها في جواربي، وكنت الثاني، بعد بطرس، الذي يدوس على رقبة الدولار، ويمشي بأمان وفرح.
   وكما تعلمون، لم يكتب بطرس عنداري عن شاعر أكثر مما كتب عني، فقررت أن أردّ جميلَه، وأنشرَ أولَ كتابٍ له "كي لا ننسى"، وما أن حملَ نسخةً من الكتابِ بين يديه، وقرأ على غلافه أبياتي الزجلية هذه:
بطرس عنداري خْساره
يخلق منّو واحد بسّ
كاتب في عندو شْطاره
ما توقّف عَ حدود الأمس
جايي لهالدنيي زْياره
خلاّها تتحوّل عرس
وصفّى للحرف مْناره
زاغت منها عيون الشمس
حتى غمرني وقال: عندي "بورة" أرض صغيرة في لبنان، أحب أن أكتبها باسمك، شرط أن تنقلَ أوراقَ نفوسِكَ من "مجدليا" الى "متريت". 
   وصدقوني أن كنوز هارون وكسرى انو شروان لا تساوي عندي اعترافه بفضلي في مقدمة كتاب المجموعة الثانية من "كي لا ننسى" 2002 ، صفحة 7، فلقد قال: " ولعلّ الصديق الشاعر شربل بعيني هو صاحب الفضل الأول في اطلاق فكرة تحويل "كي لا ننسى" الى كتاب حيث تطوّع قبل 14 عاماً ونشر مجموعة منها، تصدرتها مقدمة رائعة، ضمّنها سيرة شخصية، اضافة الى قطعة أدبية كتبها الاديب العربي السوري نعمان حرب لمجلة "الثقافة" السورية، وتضمنت مقدمة شربل والاستاذ نعمان حرب تقويماً حاراً ومشجعاً لزاوية "كي لا ننسى"، ولا يمكنني الا أن أكرر الشكر والامتنان للأديبين". 
   والمضحك المبكي أنني عندما سألت فقيدَنا الغالي، قبل وفاته بأسابيع، ذلك السؤالَ الذي فاجأه: أين تريد أن تدفن، في "متريت" أم في "سيدني"؟ فما كان منه إلا أن ضحك وقال: بطرس عنداري لا يموت.
ـ8ـ
   روح المرح مع بطرس تبدأ من عنوان مقاله الذي غالباً ما يكون بحد ذاته نكتة.
ـ ميلاد بدون مسيح.
ـ أنكزلي بأنكزلك.
ـ أفلستنا التنابل.
ـ زمن الكلاب.
ـ جمعيات وتجمعات لضرر المجتمع.
ـ تعال ايها الحقد.
ـ الاكل اللبناني يبحث عن بطل.
   وتنتهي مع انتهاء المقال.
   وبسبب سعة اطلاعه، نراه يستشهد دائماً بكتابات أدبية، وابيات شعرية، بغية دعم ما يطرح من آراء.
   ويظهر جلياً من كتابات بطرس الكثيرة انه تأثّر صحفياً بسعيد فريحة، وأدبياً بمارون عبّود وسعيد تقي الدين، وشعرياً بنزار قبّاني، وربما قرأ، كي لا أبالغ وأقول: لا بل حفظ كل  كلمة كتبها هؤلاء.
ـ9ـ
   تزوّج من لمياء حبيب عبيد سنة 1969، فرزقهما الله على التوالي:
ـ زياد 1970
ـ حنان 1972
ـ عماد 1973
   ورزقنا نحن أديباً، كثير الأسفار، قوي الحجة والبرهان، سيّال القلم، واسع الثقافة، يعرف كيف ينال من أعدائه بتهكمات لاذعة، تصبح بين ليلة وضحاها حديث الشارع.
   أحبه الأصدقاء، واحترمه الأعداء، وكانت لي هذه المقالات الرائعة التي خصني بها، والتي لم أتمكن من جمعها كاملة لظروف قاهرة، فلقد خسرت، وللأسف، بعضاً منها، ولكنني أعدكم بنشر كل مقال اجده في المستقبل بنسخة هذا الكتاب الالكترونية، أو بطبعته الثانية ، إن شاء الله. 
   فألف تحية لروحه الطاهرة، وصدق حين قال: بطرس عنداري لا يموت.
مقدمة كتاب "كي لا ننسى، الطبعة الأولى 1988، مع بعض الاختصار والزيادة والتنقيح كي تتماشى مع هذا الكتاب.
**